حلم حمص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شبابي ترفيهي ثقافي اجتماعي معلوماتي فلكي تعليمي رياضي أدبي موسيقي سياحي من حمص


2 مشترك

    "حمص" بين رمضان أيام زمان ورمضان اليوم

    مضر المصري
    مضر المصري


    عدد المساهمات : 28
    تاريخ التسجيل : 03/08/2010
    العمر : 34
    الموقع : حمص-عكرمة الجديدة

    "حمص" بين رمضان أيام زمان ورمضان اليوم  Empty "حمص" بين رمضان أيام زمان ورمضان اليوم

    مُساهمة  مضر المصري الثلاثاء أغسطس 31, 2010 11:57 pm

    لمدينة "حمص" طابع تراثي مميز يكسبها رونقاً خاصاً في شهر رمضان، فكثير من العادات الاجتماعية القديمة والأطباق تعود في هذا الشهر الفضيل لذلك أصبح الناس ينتظرونه عاماً بعد عام ليعيشوا لحظات شعائر رمضان وعاداته في "حمص" القديمة.


    لمعرفة المزيد عنها التقينا الباحث التاريخي الأستاذ "محمد فيصل شيخاني" الذي حدثنا بالقول: «"حمص" من أقدم المدن السورية التي تتميز بعراقة وتاريخ فريد من نوعه يميزها عن باقي المناطق السورية، ورمضان أحد الأمور المميزة في "حمص" لذلك ابن مدينة "دمشق" وابن "حلب" يرى رمضاناً مختلفاً في "حمص"، فالمجتمع الحمصي البسيط يختلف تماماً في شهر رمضان حيث يتميز بكرمه وجوده رغم ضيق الأحوال المادية والاقتصادية.

    في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بقي رمضان شهر الكرم، وحرص الناس في "حمص" على إبقاء رمضان شهراً للفرح والاحتفال حتى في أحلك الظروف الاقتصادية آنذاك، فكانت البيوت القديمة المنتشرة ضمن سور حمص مثل "باب السباع" و"باب التركمان" تستقبل هذا الشهر الفضيل بحلة جديدة حيث يطلي رب الأسرة المنزل بالكلس الأبيض ويزين البيت بالأشرطة الملونة وكذلك تزين الحارة بالزينة الورقية وبعض الأعلام، ويذهب رب الأسرة إلى السوق ليشتري الثياب الجديدة البسيطة للأطفال وكان هؤلاء أول من يشعر ببهجة رمضان.

    وكان الناس ينتظرون إعلان حلول الشهر الفضيل إما بواسطة نداء الشيخ على المئذنة أو يجتمعون بالمنزول لسماع شيخ الحارة يقول إن رمضان غداً، فيذهب رب الأسرة لشراء حاجيات رمضان كالبرغل والقمح والطحين لصنع الحلوى في المنزل والتي كانت متنوعة بين المعمول والكنافة والفطائر وخاصة القطايف والفواشات*.

    أما الأطفال الصغار فيبدأ أهلهم بتدريبهم على الصيام بالتدريج بحسب قاعدة درجات المئذنة».

    وعن توزيع الطعام في شهر رمضان قال: «من المعروف أنه في بداية القرن العشرين كان معظم الناس من الفقراء ومحدودي الدخل وكان الناس يتبادلون الطعام والمأكولات، والميسورون منهم كانوا يطبخون كمية كبيرة من الطعام ويوزعونها
    الباحث الأستاذ "محمد فيصل شيخاني"
    على أهالي الحارة وخاصة الفقراء، فيضعون كمية من الطعام المطبوخ في صحون ويوزعونها وكانت تسمى هذه العملية "السكبة" ولذلك لم تكن ترى جائعاً في "حمص" في تلك الأيام. وأشهر هذه المأكولات هي الدجاج المحشو واللبنية.

    أما الحلوى التي تتميز بها "حمص" والتي انتشرت الآن في كافة أرجاء سورية فهي "القمر الدين" و"خبزة رمضان" وأما مشروبات رمضان فكانت موزعة بين "التمر الهندي" و"العرق سوس" وكان الباعة يحضرونها ويبيعونها بواسطة "السطل" و"الجنطاس" لأنه في ذلك الحين لم يكن هناك أكياس النايلون. أما ساحات بيع المأكولات فهي ساحة الساعة القديمة والسوق المسقوف وساحة جامع "خالد بن الوليد" و"الجامع الكبير"».

    وعن كيفية معرفة موعد الإفطار أضاف "شيخاني": «كان" مدفع رمضان" هو الذي يعلن انتهاء فترة الإمساك وبدء فترة الإفطار وكان يعمل على هذا المدفع الحقيقي شخص يسمى "المدفعجي" وكان يتمتع بشخصية محترمة ومكرمة من الناس وكان يأخذ الأمر بإطلاق المدفع من شيخ "جامع النوري الكبير" وكان في "حمص" مدفعان الأول قرب "جامع الدروبي" حالياً والآخر عند محيط "قلعة حمص" وبقي "مدفع رمضان" يستخدم حتى ثمانينيات القرن الماضي وهو يعتبر من التراث العثماني الذي اختفى في أيامنا هذه.

    وعند الإفطار تجتمع العائلات مع بعضها لتناول طعام الإفطار وبعدها كانوا يذهبون للصلاة.

    ومن ساحات حمص التي كانت تقام فيها شعائر رمضان ساحة "باب السباع" و"جورة الشياح" و"باب الدريب" و"باب السوق".

    والشخصية الفريدة في "حمص" والتي كان لها طابع خاص هي "المسحراتي" الذي كان يجوب الأزقة والطرقات حاملاً فانوسه وطبلته ليعلن بدء موعد السحور وصلاة الفجر وكان الأولاد يستيقظون صباحاً لرؤية هذه الشخصية التي تظهر في هذا الشهر
    السيدين "زياد دياب" و "ياسر الكسم"
    الفضيل».

    وأشار "شيخاني" إلى أن شهر رمضان مر في "حمص" أيام هطول الثلج الكثيف بما يعرف بالثلجة الكبيرة عام /1911/ وكان الناس يوزعون الأكل على بعضهم رغم الأحول الجوية السيئة مقدمين لبعضهم المعونات من البرغل والدبس والفحم.

    وختم شيخاني حديثه بالقول: «شهر رمضان شهر البركة وهناك عادات رمضانية في "حمص" انقرضت الآن نظراً لتوسع المدينة وازدياد عدد السكان ولكن يبقى لرمضان في "حمص" ذلك الطابع الخاص».

    وعن شهر رمضان حدثنا السيد "زياد دياب" أبو محمد أحد أبناء المدينة قائلاً: «الحقيقة أنا رب عائلة تعيش في "حي الورشة" قرب "باب تدمر" ونحن ننتظر هذا الشهر الفضيل من عام إلى عام لأنه شهر العبادة والصدق والمودة وهو فرصة ليعود الناس إلى ربهم ونحن نحتاج لهذه القيم في عصر غلبت عليه المادة والاستهلاك.

    رمضان يجمع أفراد العائلة التي يكون أفرادها في العادة يعيشون كل حسب نظامه الخاص فواحد بالملعب وآخر بالعمل وواحد نائم، ولكن في هذا الشهر الكل يجتمع عند الأذان حول مائدة واحدة بمكان واحد وهذا شيء جميل ما زلنا نحافظ عليه.

    ورمضان الآن يختلف عن رمضان الماضي الذي كان يتسم بالبساطة والحميمية ولم يبق من رمضان الماضي إلا الذكريات والحكايا وأصبح كل شيء الآن جاهزاً وما على رب الأسرة إلا شراء ما يلزم ورمضان هذه الأيام فقد بعضاً من روحانيته نظراً لغلاء المعيشة وسرعة الحياة ولكن يبقى هذا الشهر شهر البركة والرحمة».

    وعن الأشياء الرمضانية التي اندثرت في "حمص" حدثنا السيد "ياسر الكسم" أبو عمار فقال: «هناك العديد من الأشياء الرمضانية التي اختفت في "حمص" أهمها مدفع رمضان إذ لم يبق منه
    زحمة الأسواق الشعبية في رمضان
    إلا صوته الصادر عن انفجار الألعاب النارية التي حلت محله. والشيء الآخر الذي اندثر هو "المسحراتي" فأصبح الناس يعتمدون على الساعات المنبهة ولم يبق منه أيضاً سوى فانوسه الموجود في محلات الزينة والألعاب.

    أما الحكواتي فلم يعد موجوداً في رمضان بعد انتشار البرامج والمسلسلات الرمضانية في مئات القنوات الفضائية. والحلوى كانت تصنع في المنزل أما الآن فكل شيء جاهز بدءاً من المعمول وحتى أشهى الطبخات الرمضانية، ولذلك اختفت عادة "السكبة" وتوزيع الطعام.

    وآمل أن يحافظ الناس على ما تبقى من عادات رمضان من صوم وعبادة وصدقة لأن الرحمة والرأفة هما اللذان يطبعان هذا الشهر الفضيل على مدى العصور».

    عاشقة الجمال سوسو
    عاشقة الجمال سوسو


    عدد المساهمات : 17
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010
    العمر : 29

    "حمص" بين رمضان أيام زمان ورمضان اليوم  Empty رد: "حمص" بين رمضان أيام زمان ورمضان اليوم

    مُساهمة  عاشقة الجمال سوسو السبت سبتمبر 11, 2010 11:24 pm

    معك حق و موضوع رائع و واقعي
    مشكور Very Happy

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 11:11 am