أثارت استقالة مدير فريق رجال الكرامة فارس شاهين الكثير من التساؤلات وخاصة مع توقيتها الحساس في مطلع الموسم الجديد، وكل من يعرف الشاهين عن قرب اعتاد عليه كرجل صارم وصريح و«مباشر» ولعل ذلك جعل الكثيرين يجمعون على صعوبة العمل معه إلا وفق ضوابط وأسلوب محدد كما يؤكد هو بالذات وكما نعلم عنه منذ أن كان لاعباً وقائداً لفريق الكرامة في الميدان
«الوطن» كانت أول من أعلن استقالة الشاهين قبل أن تـُقبل في مجلس الإدارة وحينها اعتبر كثيرون أننا نحرّض ونختلق الأزمات، والآن بعد أن وافقت الإدارة على طلب الاستقالة ستكون «الوطن» أول من يحاوره في أسباب ابتعاده وظروف الفترة السابقة التي حملت كثيراً من المفارقات والإشكاليات..
استقالتك كانت محط جدل، هل صحيح أنك استقلت ثلاث مرات والأخيرة كانت للهروب بعد الخسارة الافتتاحية في الدوري كما أشيع؟
قبل الحديث عن قرار الاستقالة من الواجب توضيح الكثير من الأمور فالوضع ليس على ما يرام منذ عام تقريباً ولولا حب النادي لابتعدت عن العمل منذ ذلك الحين، من غير الطبيعي نادٍ بحجم الكرامة أن يدار بهذه الطريقة ونحن نعيش في ظل نظام احتراف وملتزمون أمام اللاعبين كإداريين ويمكن أن أقول إننا عشنا مرحلة من الوعود دون التزام، وهذا الأمر وضعنا في موقف صعب ومحرج، قبل بداية الموسم كانت لدي رغبة بالابتعاد لكن الالتزام الأدبي مع مجموعة العمل جعلني أستمر لكن الأمور مؤخراً وصلت إلى حد لا يمكن تحمله واستقالتي الخطية موجودة منذ شهرين في مكتب مدير النادي.
ما قصة «الالتزام بالوعود» التي تتحدث عنها؟
هناك مخطط عمل واضح بالنسبة لنا كجهاز إداري وفني للفريق ولمسنا عدم تجاوب من رئيس النادي مرتضى الدندشي معنا في التزامات مالية أمام اللاعبين، وللأسف إنني اضطر للحديث في أمور تخص البيت الداخلي في النادي لكنني مجبر على ذلك أمام ما يقال في الشارع، فالفريق لم يحصل على مكافأة المركز الثاني في كأس الاتحاد العام الماضي إلا بعد 7 أشهر مع عدم اقتناع من رئيس النادي رغم أن المكافأة مخصصة من الاتحاد الآسيوي وكذلك مكافأة الفوز بكأس الجمهورية على الرغم من أنه قال للاعبين سألحق بكم إلى حمص ونحتفل معاً وإذا بنا نفاجأ بأنه أصبح في الإمارات، كما أن الدفعة الأخيرة من مقدمات العقود عن الموسم الماضي لم تسدد إلا منذ فترة قصيرة ولم يحدد جدول زمني للموسم الجاري، ووُعدنا بمعسكر خارجي للفريق قبل مباراة موانغ ثونغ التايلاندي لكن لم نجد تحركاً على أرض الواقع وجاء الحل في «الوقت الضائع» بمعسكر لمدة أسبوع في لبنان و«بضيافة» نادي العهد اللبناني، ومعسكر مصر الأخير الذي أقمناه بموافقة رئيس النادي واطلاعه لإخراج الفريق من الصدمة بعد الخروج الآسيوي والاستعداد للدوري لم تسدد حتى الآن نفقاته وأقيم «بالتقسيط» ولم يسدد حتى الآن ثمن تذاكر السفر، كل هذه الأمور جعلتنا مكبلين في العمل وشعرت أننا محاربون من داخل النادي لا من خارجه، وإذا ما أردنا المقارنة مع نادي الاتحاد كمثال وهو المتوج بالبطولة الآسيوية «وذلك عزاء لنا» نجد أن إدارته ميدانية وتعمل مع الفريق بروح الأسرة الواحدة ورئيس النادي محمد عفش قال: «سواء أحرزنا البطولة أم لا سنحتفل» على حين رئيس نادي الكرامة وجد أن لاعبيه لا يستحقون المكافأة على المركز الثاني في آسيا رغم أنه لم يدفع شيئاً من جيبه؟!
نرى الحديث بمجمله «مادياً»، وهناك من يسأل هل أصبح المال هو المشكلة الوحيدة؟ فالنادي كان يحقق الإنجاز وهو فقير ودون احتراف؟
هذا الكلام «حق يراد به باطل» فنحن لسنا النادي الوحيد المحترف الذي يصرف الأموال، وحين نكون في منظومة احتراف برغم فهمنا الخاطئ لها عموماً فيجب أن نعمل كما يعمل الآخرون لا أن نتحدث عن أيام زمان حينما يحلو لنا، نحن لم نطلب المستحيل ولم نضع شروطاً تعجيزية أمام الإدارة وخطة العمل للموسم الحالي وضعت أمام رئيس النادي وبجانبها استقالتي واستقالة المدرب محمد قويض ولم نفرض شيئاً، وجاءنا الرد بمنح الثقة والموافقة على الخطة لكن على أرض الواقع لم نجد التجاوب بل المماطلة والتسويف وحتى بعض من تطوع للدعم والمشاركة في نفقات استقدام اللاعبين من خارج ميزانية النادي انسحب وتراجع، بالنسبة لي كمدير للفريق لم أطلب أي شرط مادي وحين حققنا بطولة الدوري «المستحيلة» بعد المباراة الفاصلة مع الاتحاد تقدمت باقتراح لرفع حوافز الجهاز الفني ولم يوافق عليه ومنذ فترة صدر قرار بتخفيض الحوافز مع العلم أنني اشترطت العمل للفترة القادمة بالنسبة لي شخصياً بالمجان، هناك الكثير من الأمور خافية والناس لها «الظاهر فقط»..
فريق الاتحاد أحرز بطولة آسيوية رغم أن الفريق ليس لديه دعم مادي كبير مقارنة بوضع الكرامة، ما السر في هذه المفارقة؟ هل يمتلك لاعبو الاتحاد انتماء أكثر مثلاً؟
يجب ألا نظلم لاعبي الفريق فموضوع الانتماء أمر مفروغ منه ولا نشكك بأحد ولا نقبل بذلك، لكن أعود وأقول إن إدارة الاتحاد رياضية وليس فيها داعم حقيقي لكن رئيس النادي كان ينزل لأرض الملعب ويتمرن مع لاعبيه وهذا فرق جوهري، لا أستطيع بوجود إدارة للكرامة تضم رجال أعمال على مستوى عالٍ أن أقنع اللاعبين بعدم وجود أموال وتأخر في المستحقات.. هذا أمر غير منطقي، ولا أتحدث الآن لأنني ابتعدت بل قلت ذلك لرئيس النادي وهو يعلم أنني نبهته إلى أنه كرر ما حققه رؤساء النادي السابقون من إنجازات في فترة قياسية محلياً وخارجياً وعليه استثمار ذلك لكن يبدو أنه يعمل مكرهاً الآن في النادي.
هناك انطباع لدى الرأي العام بوجود سياسة «تطفيش» متبادلة فالجهاز الفني طلب ميزانية ولاعبين للضغط على رئيس النادي ودفعه للاستقالة، وبالمقابل تأخر رئيس النادي بالدفع والتجاوب الهدف منه استقالة طوعية للمدرب والجهاز، ما رأيك في ذلك؟
هذا الكلام غير دقيق، أعود لتأكيد أننا حصلنا على موافقة رسمية على خطة العمل المقترحة، وقلت لرئيس النادي شخصياً: إننا أمام خطين للعمل فإما أن نعمل بما هو متاح من لاعبين وبحد أدنى في الميزانية سواء وافقنا كجهاز فني أم لم نوافق، وإما أن نعمل للمنافسة وتعزيز الفريق ودعمه لخوض مستوى أعلى من المنافسة وخاصة آسيوياً وتجنب تكرار ما حصل معنا في الملحق الآسيوي الموسم الماضي أمام الوحدة الإماراتي حيث فرطنا بفرصة اللعب بدوري الأبطال.
ماذا عن الاستقالات في مجلس الإدارة التي كادت تحلها لفقدان النصاب؟
هذا عبء إضافي شل النادي أكثر، رئيس النادي بعيد ومشغول والاتصالات معه أحياناً تكون من المستحيلات ولا يوجد من يناب عنه في اتخاذ القرار، هذه الحالة خلقت حساسية لدى البعض ولا أخفيكم بأن أحد الأعضاء المستقيلين أسرّ لي بأن أهم أسباب ابتعاده هو تهميش دوره فهل هو غير أهل مثلاً لاتخاذ قرار؟ ولنا في نادي الوثبة مثال حيث يدير النادي نائب رئيس مجلس الإدارة والأمور على أحسن ما يرام.
المدرب محمد قويض تغيب عن الفريق مطلع الموسم لنحو أسبوعين أو أكثر، هل كانت خطوة للضغط جماهيرياً على الإدارة؟
القويض يعمل مع النادي دون عقد أو شروط، وبعد نهاية الموسم جميع الفرق بدأت بالاستعداد ونحن كنا نتفرج وننتظر، من الطبيعي ألا يكون المدرب موجوداً دون اتفاق مع الإدارة ولولا سياسة تعاقداتنا التي ألزمت اللاعبين مع الفريق لعدة مواسم لما بقي أحد معنا وخاصة أن المغريات المادية المقدمة لهم من الأندية الأخرى أعلى بكثير مما نقدمه وآخر الأمثلة حالة اللاعبين عاطف جنيات وأحمد العمير المنتقلين لتشرين والطليعة.
هناك من يقول إن المدرب محمد قويض هو رئيس النادي الفعلي، ما رأيك بهذا الكلام؟
«أبو شاكر» مظلوم في حمص وفي نادي الكرامة تحديداً ومظلوم إعلامياً، هناك من يتهمه بأنه يحصل على أموال من استقدام اللاعبين والتعاقدات وهناك من يقول إنه رئيس النادي الحقيقي، القويض ليس لديه رأي سوى في الأمور الفنية باقتراح أو اختيار اللاعبين ولا علاقة له بالأمور المالية من قريب أو من بعيد وكمثال فقد اتفقنا مع اللاعب السنغالي ماكيتي ديوب ووصل إلى حمص ولم يكن أبو شاكر يعلم بأي تفصيل عن عقده، وسأعود بالحديث إلى فترة عودته للنادي من الإمارات مع قدوم الإدارة حيث كنا في جلسة أنا ورئيس النادي ود. فهر كالو وحينها سألتهما ماذا ستقدمان للرجل كمقابل مادي وكان الاتفاق على تخصيص مقدم عقد (مليون ليرة) وسألته منذ فترة عن الأمر وعلمت أنه لم يقبض ليرة واحدة وللعلم فإنه يتقاضى راتباً شهرياً (150ألف ليرة) مقارنة بآلاف الدولارات في الإمارات، الحديث عن أن القويض هو رئيس النادي كلام مغرض والهدف منه الإساءة له وللإدارة أياً كانت.
علمنا منذ مدة عن وجود استقالة أخرى في الجهاز الفني تقدم بها مدرب الحراس ماهر بيرقدار منذ فترة حيث تغيب عن الفريق لنحو شهر؟
هذا صحيح، ماهر مدرب على مستوى عالٍ وهو محاضر آسيوي مشهود له بالكفاءة وللعلم جاءته عروض خارجية عديدة، لكنه كحال الجهاز الفني والإداري عامة لقي معاملة غير لائقة وبدل أن يكافأ عوقب بطريقة غير مباشرة لكنه في النهاية وضع مصلحة الفريق قبل مصلحته الشخصية.
بالحديث فنياً، الفريق غير مقنع منذ الموسم الماضي بالأداء وخسر بطولة الدوري لمصلحة الجيش وفاز بالكأس بشق الأنفس، في الميدان ما مبررات ذلك؟
الجميع يعلم ظروف خسارتنا للدوري في الأسابيع الأخيرة واعتراض معظم الأندية على التحكيم، لكننا نعلم بأن الفريق لم يقدم مستوى جيداً في كثير من المباريات وكذلك كان حال الجيش، خط الفريق كان متأرجحاً عموماً بين المحلي والآسيوي وعانى من عدم التوزان لدخول عناصر جديدة وغياب عناصر أخرى إضافة لوجود أخطاء فنية، القسم الأكبر يتحمله اللاعبون إضافة للجهاز الفني والإدارة لتأخرها في التزاماتها، الموسم الماضي أعطينا الفرصة كاملة لأبناء النادي ولم نحقق ما نطمح إليه.
يقال إن فريق الكرامة بدأ يخسر هويته مع دخول لاعبين من خارج النادي وهجرة أو «تهجير» لاعبين شبان رغم أن فريق الشباب بطل الدوري لستة مواسم من أصل سبعة منصرمة؟
هناك تنظير ورياء حول هذه النقطة بالذات ولأهداف معروفة ممن يقول ذلك، وُضعنا في مقارنة مع نادي الاتحاد بأنه يعتمد على تشكيلة شابة وكأنه ينافس بفريق الناشئين مع العلم أنه يضم ثلاثة لاعبين من خارج النادي (الدكة وحاج محمد والحسن) ولاعبين محترفين وفريقنا لديه نفس العدد بالضبط ومعدل أعمار لاعبينا من الأقل بين جميع فرق الدوري ولدينا 15 لاعباً في القائمة بعمر 22 عاماً وما دون، مع الإشارة إلى أن جميع أندية المقدمة كانت تنافسنا بشدة على ضم اللاعبين محمد زينو وعبد الرزاق الحسين، فهل ذلك محلل لهم ومحرّم علينا؟؟، لاعبو الشباب من المستحيل الدفع بهم كمجموعة ضمن الفريق بل بشكل تدريجي وفي كل موسم يدخل للفريق أسماء جديدة آخرها المواس والنكدلي الآن، نحن سجلنا سابقة بتخصيص مقدمات عقود للنجوم الصاعدين (علاء الشبلي مثالاً) رغم أننا غير ملزمين بذلك واللاعب الشاب مرتبط بعقد خدمة النادي عدة مواسم مجاناً، أما انتقال اللاعبين لأندية أخرى فهو على سبيل الإعارة لمعظم الحالات والهدف منه فائدة فنية للاعب حين لا يكون له مكان في الخيارات حالياً وفي بعض الحالات تكون الفائدة مادية للاعب كما حصل مع المدافع خالد جنيد الذي حصل على مقدم عقد من تشرين وراتب أعلى بكثير مما كنا سنقدمه له.
أنت الآن خارج معادلة النادي والفريق، كيف تنظر لقادمات الأيام؟ وهل من الممكن أن تعمل مجدداً؟
قادمات الأيام تحمل الكثير من التحدي محلياً وخارجياً فالنادي لديه مكانة وسمعة كبيرة وهذا يتطلب استنفاراً دائماً بالعمل، بالنسبة لي لا يمكن أن أعمل ضمن الظروف الحالية بأي شكل من الأشكال فقد بدأنا نفقد المصداقية والثقة، وقد وضعت خارطة طريق للعمل مع الإدارة قابلة للنقاش طبعاً ولم يتم الرد عليها، أنا بخدمة النادي دوماً وتمنيت لو ناقشني أحد بأسباب استقالتي ولذلك أرى صعوبة كبيرة بالعودة.
ما رسالتك لإدارة نادي الكرامة وللفريق وللجمهور؟
أقول للإدارة هناك فرق بين من يعمل لتحقيق إنجاز يحسب له في تاريخ النادي وآخر مكره على العمل والدعم وأشكر الجميع على ما قدموه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وأخص بالذكر مرتضى الدندشي، ورسالتي لهم بأن يعملوا على استبدال إستراتيجية ضغط النفقات للحد الأدنى بإستراتيجية لصناعة المال عبر فكر استثماري تسويقي بخطط مرحلية وليست آنية تؤمن الفائض المادي للنادي دون أي يكون بحاجة لأحد ضمن مناخ من الاستقرار وهذه العوامل تكون مضمونة النجاح وخاصة في الأندية الجماهيرية مثل الكرامة والاتحاد والوحدة، وبالنسبة للاعبين أقول: إننا تعودنا على الأزمات وحين يكون الفريق الأول بخير تزول كل المصاعب لأنهم واجهة النادي وذلك يحملهم مسؤولية مضاعفة وهم يعلمون وجوب أن يكونوا بالجاهزية القصوى أياً كانت الإدارة أو المدرب وليتذكروا أن روح الأخوة واليد الواحدة هي القوة الضاربة بالفريق، وأشكر الجمهور على دعمه رغم الخسارة الافتتاحية في الدوري وهم دوماً الرقم الصعب في معادلة نجاح الكرامة وأحد أسباب البطولة بعد فضل اللـه وتوفيقه.
«الوطن» كانت أول من أعلن استقالة الشاهين قبل أن تـُقبل في مجلس الإدارة وحينها اعتبر كثيرون أننا نحرّض ونختلق الأزمات، والآن بعد أن وافقت الإدارة على طلب الاستقالة ستكون «الوطن» أول من يحاوره في أسباب ابتعاده وظروف الفترة السابقة التي حملت كثيراً من المفارقات والإشكاليات..
استقالتك كانت محط جدل، هل صحيح أنك استقلت ثلاث مرات والأخيرة كانت للهروب بعد الخسارة الافتتاحية في الدوري كما أشيع؟
قبل الحديث عن قرار الاستقالة من الواجب توضيح الكثير من الأمور فالوضع ليس على ما يرام منذ عام تقريباً ولولا حب النادي لابتعدت عن العمل منذ ذلك الحين، من غير الطبيعي نادٍ بحجم الكرامة أن يدار بهذه الطريقة ونحن نعيش في ظل نظام احتراف وملتزمون أمام اللاعبين كإداريين ويمكن أن أقول إننا عشنا مرحلة من الوعود دون التزام، وهذا الأمر وضعنا في موقف صعب ومحرج، قبل بداية الموسم كانت لدي رغبة بالابتعاد لكن الالتزام الأدبي مع مجموعة العمل جعلني أستمر لكن الأمور مؤخراً وصلت إلى حد لا يمكن تحمله واستقالتي الخطية موجودة منذ شهرين في مكتب مدير النادي.
ما قصة «الالتزام بالوعود» التي تتحدث عنها؟
هناك مخطط عمل واضح بالنسبة لنا كجهاز إداري وفني للفريق ولمسنا عدم تجاوب من رئيس النادي مرتضى الدندشي معنا في التزامات مالية أمام اللاعبين، وللأسف إنني اضطر للحديث في أمور تخص البيت الداخلي في النادي لكنني مجبر على ذلك أمام ما يقال في الشارع، فالفريق لم يحصل على مكافأة المركز الثاني في كأس الاتحاد العام الماضي إلا بعد 7 أشهر مع عدم اقتناع من رئيس النادي رغم أن المكافأة مخصصة من الاتحاد الآسيوي وكذلك مكافأة الفوز بكأس الجمهورية على الرغم من أنه قال للاعبين سألحق بكم إلى حمص ونحتفل معاً وإذا بنا نفاجأ بأنه أصبح في الإمارات، كما أن الدفعة الأخيرة من مقدمات العقود عن الموسم الماضي لم تسدد إلا منذ فترة قصيرة ولم يحدد جدول زمني للموسم الجاري، ووُعدنا بمعسكر خارجي للفريق قبل مباراة موانغ ثونغ التايلاندي لكن لم نجد تحركاً على أرض الواقع وجاء الحل في «الوقت الضائع» بمعسكر لمدة أسبوع في لبنان و«بضيافة» نادي العهد اللبناني، ومعسكر مصر الأخير الذي أقمناه بموافقة رئيس النادي واطلاعه لإخراج الفريق من الصدمة بعد الخروج الآسيوي والاستعداد للدوري لم تسدد حتى الآن نفقاته وأقيم «بالتقسيط» ولم يسدد حتى الآن ثمن تذاكر السفر، كل هذه الأمور جعلتنا مكبلين في العمل وشعرت أننا محاربون من داخل النادي لا من خارجه، وإذا ما أردنا المقارنة مع نادي الاتحاد كمثال وهو المتوج بالبطولة الآسيوية «وذلك عزاء لنا» نجد أن إدارته ميدانية وتعمل مع الفريق بروح الأسرة الواحدة ورئيس النادي محمد عفش قال: «سواء أحرزنا البطولة أم لا سنحتفل» على حين رئيس نادي الكرامة وجد أن لاعبيه لا يستحقون المكافأة على المركز الثاني في آسيا رغم أنه لم يدفع شيئاً من جيبه؟!
نرى الحديث بمجمله «مادياً»، وهناك من يسأل هل أصبح المال هو المشكلة الوحيدة؟ فالنادي كان يحقق الإنجاز وهو فقير ودون احتراف؟
هذا الكلام «حق يراد به باطل» فنحن لسنا النادي الوحيد المحترف الذي يصرف الأموال، وحين نكون في منظومة احتراف برغم فهمنا الخاطئ لها عموماً فيجب أن نعمل كما يعمل الآخرون لا أن نتحدث عن أيام زمان حينما يحلو لنا، نحن لم نطلب المستحيل ولم نضع شروطاً تعجيزية أمام الإدارة وخطة العمل للموسم الحالي وضعت أمام رئيس النادي وبجانبها استقالتي واستقالة المدرب محمد قويض ولم نفرض شيئاً، وجاءنا الرد بمنح الثقة والموافقة على الخطة لكن على أرض الواقع لم نجد التجاوب بل المماطلة والتسويف وحتى بعض من تطوع للدعم والمشاركة في نفقات استقدام اللاعبين من خارج ميزانية النادي انسحب وتراجع، بالنسبة لي كمدير للفريق لم أطلب أي شرط مادي وحين حققنا بطولة الدوري «المستحيلة» بعد المباراة الفاصلة مع الاتحاد تقدمت باقتراح لرفع حوافز الجهاز الفني ولم يوافق عليه ومنذ فترة صدر قرار بتخفيض الحوافز مع العلم أنني اشترطت العمل للفترة القادمة بالنسبة لي شخصياً بالمجان، هناك الكثير من الأمور خافية والناس لها «الظاهر فقط»..
فريق الاتحاد أحرز بطولة آسيوية رغم أن الفريق ليس لديه دعم مادي كبير مقارنة بوضع الكرامة، ما السر في هذه المفارقة؟ هل يمتلك لاعبو الاتحاد انتماء أكثر مثلاً؟
يجب ألا نظلم لاعبي الفريق فموضوع الانتماء أمر مفروغ منه ولا نشكك بأحد ولا نقبل بذلك، لكن أعود وأقول إن إدارة الاتحاد رياضية وليس فيها داعم حقيقي لكن رئيس النادي كان ينزل لأرض الملعب ويتمرن مع لاعبيه وهذا فرق جوهري، لا أستطيع بوجود إدارة للكرامة تضم رجال أعمال على مستوى عالٍ أن أقنع اللاعبين بعدم وجود أموال وتأخر في المستحقات.. هذا أمر غير منطقي، ولا أتحدث الآن لأنني ابتعدت بل قلت ذلك لرئيس النادي وهو يعلم أنني نبهته إلى أنه كرر ما حققه رؤساء النادي السابقون من إنجازات في فترة قياسية محلياً وخارجياً وعليه استثمار ذلك لكن يبدو أنه يعمل مكرهاً الآن في النادي.
هناك انطباع لدى الرأي العام بوجود سياسة «تطفيش» متبادلة فالجهاز الفني طلب ميزانية ولاعبين للضغط على رئيس النادي ودفعه للاستقالة، وبالمقابل تأخر رئيس النادي بالدفع والتجاوب الهدف منه استقالة طوعية للمدرب والجهاز، ما رأيك في ذلك؟
هذا الكلام غير دقيق، أعود لتأكيد أننا حصلنا على موافقة رسمية على خطة العمل المقترحة، وقلت لرئيس النادي شخصياً: إننا أمام خطين للعمل فإما أن نعمل بما هو متاح من لاعبين وبحد أدنى في الميزانية سواء وافقنا كجهاز فني أم لم نوافق، وإما أن نعمل للمنافسة وتعزيز الفريق ودعمه لخوض مستوى أعلى من المنافسة وخاصة آسيوياً وتجنب تكرار ما حصل معنا في الملحق الآسيوي الموسم الماضي أمام الوحدة الإماراتي حيث فرطنا بفرصة اللعب بدوري الأبطال.
ماذا عن الاستقالات في مجلس الإدارة التي كادت تحلها لفقدان النصاب؟
هذا عبء إضافي شل النادي أكثر، رئيس النادي بعيد ومشغول والاتصالات معه أحياناً تكون من المستحيلات ولا يوجد من يناب عنه في اتخاذ القرار، هذه الحالة خلقت حساسية لدى البعض ولا أخفيكم بأن أحد الأعضاء المستقيلين أسرّ لي بأن أهم أسباب ابتعاده هو تهميش دوره فهل هو غير أهل مثلاً لاتخاذ قرار؟ ولنا في نادي الوثبة مثال حيث يدير النادي نائب رئيس مجلس الإدارة والأمور على أحسن ما يرام.
المدرب محمد قويض تغيب عن الفريق مطلع الموسم لنحو أسبوعين أو أكثر، هل كانت خطوة للضغط جماهيرياً على الإدارة؟
القويض يعمل مع النادي دون عقد أو شروط، وبعد نهاية الموسم جميع الفرق بدأت بالاستعداد ونحن كنا نتفرج وننتظر، من الطبيعي ألا يكون المدرب موجوداً دون اتفاق مع الإدارة ولولا سياسة تعاقداتنا التي ألزمت اللاعبين مع الفريق لعدة مواسم لما بقي أحد معنا وخاصة أن المغريات المادية المقدمة لهم من الأندية الأخرى أعلى بكثير مما نقدمه وآخر الأمثلة حالة اللاعبين عاطف جنيات وأحمد العمير المنتقلين لتشرين والطليعة.
هناك من يقول إن المدرب محمد قويض هو رئيس النادي الفعلي، ما رأيك بهذا الكلام؟
«أبو شاكر» مظلوم في حمص وفي نادي الكرامة تحديداً ومظلوم إعلامياً، هناك من يتهمه بأنه يحصل على أموال من استقدام اللاعبين والتعاقدات وهناك من يقول إنه رئيس النادي الحقيقي، القويض ليس لديه رأي سوى في الأمور الفنية باقتراح أو اختيار اللاعبين ولا علاقة له بالأمور المالية من قريب أو من بعيد وكمثال فقد اتفقنا مع اللاعب السنغالي ماكيتي ديوب ووصل إلى حمص ولم يكن أبو شاكر يعلم بأي تفصيل عن عقده، وسأعود بالحديث إلى فترة عودته للنادي من الإمارات مع قدوم الإدارة حيث كنا في جلسة أنا ورئيس النادي ود. فهر كالو وحينها سألتهما ماذا ستقدمان للرجل كمقابل مادي وكان الاتفاق على تخصيص مقدم عقد (مليون ليرة) وسألته منذ فترة عن الأمر وعلمت أنه لم يقبض ليرة واحدة وللعلم فإنه يتقاضى راتباً شهرياً (150ألف ليرة) مقارنة بآلاف الدولارات في الإمارات، الحديث عن أن القويض هو رئيس النادي كلام مغرض والهدف منه الإساءة له وللإدارة أياً كانت.
علمنا منذ مدة عن وجود استقالة أخرى في الجهاز الفني تقدم بها مدرب الحراس ماهر بيرقدار منذ فترة حيث تغيب عن الفريق لنحو شهر؟
هذا صحيح، ماهر مدرب على مستوى عالٍ وهو محاضر آسيوي مشهود له بالكفاءة وللعلم جاءته عروض خارجية عديدة، لكنه كحال الجهاز الفني والإداري عامة لقي معاملة غير لائقة وبدل أن يكافأ عوقب بطريقة غير مباشرة لكنه في النهاية وضع مصلحة الفريق قبل مصلحته الشخصية.
بالحديث فنياً، الفريق غير مقنع منذ الموسم الماضي بالأداء وخسر بطولة الدوري لمصلحة الجيش وفاز بالكأس بشق الأنفس، في الميدان ما مبررات ذلك؟
الجميع يعلم ظروف خسارتنا للدوري في الأسابيع الأخيرة واعتراض معظم الأندية على التحكيم، لكننا نعلم بأن الفريق لم يقدم مستوى جيداً في كثير من المباريات وكذلك كان حال الجيش، خط الفريق كان متأرجحاً عموماً بين المحلي والآسيوي وعانى من عدم التوزان لدخول عناصر جديدة وغياب عناصر أخرى إضافة لوجود أخطاء فنية، القسم الأكبر يتحمله اللاعبون إضافة للجهاز الفني والإدارة لتأخرها في التزاماتها، الموسم الماضي أعطينا الفرصة كاملة لأبناء النادي ولم نحقق ما نطمح إليه.
يقال إن فريق الكرامة بدأ يخسر هويته مع دخول لاعبين من خارج النادي وهجرة أو «تهجير» لاعبين شبان رغم أن فريق الشباب بطل الدوري لستة مواسم من أصل سبعة منصرمة؟
هناك تنظير ورياء حول هذه النقطة بالذات ولأهداف معروفة ممن يقول ذلك، وُضعنا في مقارنة مع نادي الاتحاد بأنه يعتمد على تشكيلة شابة وكأنه ينافس بفريق الناشئين مع العلم أنه يضم ثلاثة لاعبين من خارج النادي (الدكة وحاج محمد والحسن) ولاعبين محترفين وفريقنا لديه نفس العدد بالضبط ومعدل أعمار لاعبينا من الأقل بين جميع فرق الدوري ولدينا 15 لاعباً في القائمة بعمر 22 عاماً وما دون، مع الإشارة إلى أن جميع أندية المقدمة كانت تنافسنا بشدة على ضم اللاعبين محمد زينو وعبد الرزاق الحسين، فهل ذلك محلل لهم ومحرّم علينا؟؟، لاعبو الشباب من المستحيل الدفع بهم كمجموعة ضمن الفريق بل بشكل تدريجي وفي كل موسم يدخل للفريق أسماء جديدة آخرها المواس والنكدلي الآن، نحن سجلنا سابقة بتخصيص مقدمات عقود للنجوم الصاعدين (علاء الشبلي مثالاً) رغم أننا غير ملزمين بذلك واللاعب الشاب مرتبط بعقد خدمة النادي عدة مواسم مجاناً، أما انتقال اللاعبين لأندية أخرى فهو على سبيل الإعارة لمعظم الحالات والهدف منه فائدة فنية للاعب حين لا يكون له مكان في الخيارات حالياً وفي بعض الحالات تكون الفائدة مادية للاعب كما حصل مع المدافع خالد جنيد الذي حصل على مقدم عقد من تشرين وراتب أعلى بكثير مما كنا سنقدمه له.
أنت الآن خارج معادلة النادي والفريق، كيف تنظر لقادمات الأيام؟ وهل من الممكن أن تعمل مجدداً؟
قادمات الأيام تحمل الكثير من التحدي محلياً وخارجياً فالنادي لديه مكانة وسمعة كبيرة وهذا يتطلب استنفاراً دائماً بالعمل، بالنسبة لي لا يمكن أن أعمل ضمن الظروف الحالية بأي شكل من الأشكال فقد بدأنا نفقد المصداقية والثقة، وقد وضعت خارطة طريق للعمل مع الإدارة قابلة للنقاش طبعاً ولم يتم الرد عليها، أنا بخدمة النادي دوماً وتمنيت لو ناقشني أحد بأسباب استقالتي ولذلك أرى صعوبة كبيرة بالعودة.
ما رسالتك لإدارة نادي الكرامة وللفريق وللجمهور؟
أقول للإدارة هناك فرق بين من يعمل لتحقيق إنجاز يحسب له في تاريخ النادي وآخر مكره على العمل والدعم وأشكر الجميع على ما قدموه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وأخص بالذكر مرتضى الدندشي، ورسالتي لهم بأن يعملوا على استبدال إستراتيجية ضغط النفقات للحد الأدنى بإستراتيجية لصناعة المال عبر فكر استثماري تسويقي بخطط مرحلية وليست آنية تؤمن الفائض المادي للنادي دون أي يكون بحاجة لأحد ضمن مناخ من الاستقرار وهذه العوامل تكون مضمونة النجاح وخاصة في الأندية الجماهيرية مثل الكرامة والاتحاد والوحدة، وبالنسبة للاعبين أقول: إننا تعودنا على الأزمات وحين يكون الفريق الأول بخير تزول كل المصاعب لأنهم واجهة النادي وذلك يحملهم مسؤولية مضاعفة وهم يعلمون وجوب أن يكونوا بالجاهزية القصوى أياً كانت الإدارة أو المدرب وليتذكروا أن روح الأخوة واليد الواحدة هي القوة الضاربة بالفريق، وأشكر الجمهور على دعمه رغم الخسارة الافتتاحية في الدوري وهم دوماً الرقم الصعب في معادلة نجاح الكرامة وأحد أسباب البطولة بعد فضل اللـه وتوفيقه.